Home Top Ad

Responsive Ads Here

 النقاش الدائر ، اليوم ، في المغرب ، حول حالات الغش و عدد المعتقلين في صفوف التلاميذ ، المرشحين لمباراة امتحانات الباكالوريا برسم الموسم ا...

الغش... في زمن الفايس بوك/ علي مسعاد

 النقاش الدائر ، اليوم ، في المغرب ، حول حالات الغش و عدد المعتقلين في صفوف التلاميذ ، المرشحين لمباراة امتحانات الباكالوريا برسم الموسم الدراسي 2013-2013 ، يبدو نقاشا ، مغلوطا في مجمله .
ليس لأنه ، من غشنا ليس منا و أن جزاء الغشاشين هو الطرد من القسم و تكرار السنة الدراسية ، و أن من فكر في الحصول على شهادة " الباكلوريا " ، إما أن يكون أو لا يكون ، و إنما " الحقيقة العارية " التي يهرب منها ، كل الخائضين ، في هذا النقاش التائه ، هو أن ظاهرة " الغش " ليس وقفا على التلاميذ ، فحسب .
بل ، الظاهرة ، تنسحب على العديد من مجالات الحياة ، في الإدارة ، في التجارة ، في العبادات ، في معاملاتنا اليومية ، في الانتخابات ، في ....إلخ ، وكثير من مظاهر الحياة اليومية .
أما الوقوف ، أمام ظاهرة تسريبات الامتحانات ، على الموقع الاجتماعي الشهير " الفايس بوك " و اعتقال أصحاب الحساب أو من يدور في فلكهم ، أمر غير مجدي و لن يقود إلى الحل الجذري ، لإشكالية " الغش "  أسبابها و مسباباتها و طرق معالجتها من " الأصل " وليس من " الفرع " و " فروع الفرع " ، لأن الوقوف طويلا ، أمام ظاهرة " غش التلاميذ " و حدهم ، دون السياسيين مثلا ، الذين لهم " فن صناعة الغش " ، لأمر محير .
أين هي الوعود الانتخابية في تشغيل العاطلين و القضاء على دور الصفيح و تحرير الملك العمومي و القضاء على المحسوبية و الوساطة و سياسة " باك صاحبي ، باك ما شي صاحبي " ووو غيرها من الوعود ، التي أمطرتنا بها ، الأحزاب السياسية ، قبل الانتخابات ، لتختفي بعدها ، أليس ذلك " غشا ّ " ؟ا
و حين نهم ، باقتناء حاجياتنا الأساسية من مسكن و مشرب و ملبس و نفاجئ ، بأن ما قيل و يقال ، في الإعلانات الإشهارية ، لا علاقة له ، البتة ، بما قيل في الوصلات الإشهارية و لعل أبرز مثال على ذلك " السكن الاجتماعي " ، الذي لا تعكس  التصاميم الإشهارية واقع الحال ، أليس ذلك " غشا ّ   ؟ا
المحلات التجارية الراقية ، التي تبيعنا مواد غذائية منتهية الصلاحية ، مصحوبة بابتسامة رقيقة و إضاءة خفيفة ، تغيب العقول ، إلى مرحلة ما بعد البيع ، هلا نعتبر ذلك " غشا " من النوع الممتاز و الرفيع ؟ا     
و المؤسسات البنكية ، التي و إن أغلقنا حساباتنا الشخصية ، تتجاهل الأمر ، لتبلغنا ، في آخر السنة ، بمبلغ مالي ضخم ، لحظتها ، لن تجد أمامك ، إلا موظفا فضا غيض القلب ليجيبك ، بكل خبث  " خلص و شكي " ، ألا يعتبر ذلك غشا و بالأرقام ؟ا   
وقد ، نسرد هنا ، الكثير من الحالات التي تعرف " الغش " في أبرز مظاهره ، دون أن تثير فينا ، تلك " الضجة " التي افتعلت اليوم ، مع المرشحات و المرشحين ، لاجتياز امتحانات الباكلوريا لهذه السنة ، التي تميزت بنكهة  " الحراسة " و " المراقبة " و " الاعتقال " و " الحبس " ، لتلاميذ لا ذنب لهم ، إلا أنهم نتاج هذا الواقع " المغشوش " ، بكل المتناقضات و المفارقات ، التي يتصدر أبطالها ، في فنون الغش و النصب و الاحتيال عناوين الصفحات الأولى ، لأبرز المواقع الالكترونية  و الصحف اليومية ، الأكثر مقروئية في المغرب .

0 comentلrios: