Home Top Ad

Responsive Ads Here

"سماع كلام الملكوت وإعطاء ثمار 100 و 60 و 30" (متى 9:13 و 23) 1. فيما يدعونا الرب يسوع في انجيل اليوم لسماع كلام الله في ق...

عظة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي كاتدرائية مار فرنسيس في أدليد


"سماع كلام الملكوت وإعطاء ثمار 100 و 60 و 30" (متى 9:13 و 23)
1. فيما يدعونا الرب يسوع في انجيل اليوم لسماع كلام الله في قلوبنا بانتباه وحفظه، فنثمر اعمالاً صالحة كثيرة، يسعدنا ان نحتفل معًا بهذه الليتورجيا الالهية في كاتدرائية مار فرنسيس هنا في مدينة Adelaide العزيزة بمناسبة الزيارة الراعوية لجاليتنا ورعيتنا المارونية هنا، ولابرشيتنا في اوستراليا. اود اولاً ان احيّي سيادة المطران Philip Wilson  رئيس اساقفة  Adelaide، واشكره على استقباله لنا في كاتدرائية مار فرنسيس، ومشاركته في هذه الذبيحة الالهية. فنصلي من اجله ومن اجل ابرشيته، راجين ان يفيض الله عليه وعليها الخير والنعم السماوية.
2. ويطيب لي ان احيي سيادة اخينا المطران انطوان - شربل طربيه، واشكره على تنظيم هذه الزيارة الراعوية، واحيّي معه كاهن الرعية الخوري لويس سعد والكهنة والرهبان والراهبات وجميع ابناء الابرشية وبناتها. كما احيي قنصل لبنان الفخري في Adelaide السيد الياس نمر وعائلته. واعرب عن امتناني لله ولهم ولكل الذين تعبوا وهيّأوا الزيارة وسخوا من مالهم ووقتهم من اجل نجاحها. نذكرهم جميعًا في هذه الذبيحة المقدسة، سائلين الله ان يكافئ تعبهم وجهودهم بفيض من نعمه وبركاته. كما نذكر في صلاتنا جميع عائلاتكم لكي تظل كنائس بيتية تنقل الايمان وتعلّم الصلاة، وتظل مدارس طبيعية اساسية تربي على القيم الانسانية والاخلاقية والاجتماعية،  وخلية حيّة تعطي المجتمع والدولة مواطنين صالحين يساهمون بمواهبهم وتقاليدهم ونشاطاتهم في تقدّم مجتمعهم وازدهار وطنهم، وبناء السلام الاجتماعي فيه.
3. يدعونا الرب يسوع وهو يشرح مثل الزارع لنسمع كلام الله المنقول الينا في الانجيل والكتب المقدسة، وبتعليم الكنيسة، لكي نعطي اعمالاً صالحة في العائلة والمجتمع وفي الكنيسة والدولة، في مختلف قطاعات الحياة، ووفقًا لمواهب كل شخص، وامكاناته، وعمره، وحالته، ومسؤوليته. فكلام الله هو الينبوع لكل عمل صالح. هو ينبوع لا ينضب لانه جار من المسيح كلمة الله الذي صار بشرًا، وافتدانا بآلامه وموته، واحيانا بقيامته. وهو يسير معنا في دروب الحياة، واسمه "عمانوئيل، الهنا معنا". وهو ينبوع يروي عطش البشر الى الحق والخير والجمال، بفعل الروح القدس، الذي يجعل كلمة الله حيّة في قلوبنا، ويحوّلها الى ثقافة مسيحية وحضارة حياة.
4. هذه هي الغاية من انشاء ابرشية ورعية، وهيكليات راعوية ومنظمات رسولية: ان تنقل الينا الكنيسة كلام الله، وتعلّمه وتحتفل به، في الليتورجيا والاسرار مع المؤمنين، وتسهر على عيشه في حياة مسيحية مثمرة. ولندرك، ايها الاخوة والاخوات ان كلمة الله هي اياها يسوع المسيح الذي نقبله في عقولنا حقيقة تنوّر حياتنا، ونتناوله جسدًا يغذّي بالمحبة قلوبنا. وهو في كل يوم يهيّئ لنا مائدته الروحية، مائدة كلامه وجسده ودمه. له المجد والتسبيح مع الآب والابن والروح القدس، الآن والى الابد. آمين.    

0 comentلrios: