كنتُ أتمنى أن أكون هناك في سيدني لم أزل لكي أُقبّل جبين ذلك الصديق النبيل الذي أخفى عنّا جميعًا مخاوفه وقلقه على والده المريض بأمريكا، لكيلا يفسد فرحة أربعة جبرانيين جاءوا من بلادهم لكي يُتوّجوا بإكليل جبران. فتحمّل الشريفُ إيڤ الخوري، رئيس رابطة إحياء التراث العربي، تحمّل مرارة أن يكون قلبه مقسومًا بين أمريكا، حيث يرقد والده على فراش المرض، وبين سيدني، حيث يرقد إكليل جبران ينتظر هامات تتزين بتبره، وليس أقصى من انقسام القلب بين عزيزين. فكان بشوشًا، وقلبُه غاصٌّ بالألم، كريمًا، وروحه موجوعة بفكرة رحيل أبيه، حانيًا على أصدقائه، وهو على وشك أن يفقد نهر الحنان في حياته! فمن أي قبسة فردوسية قُدّ هذا النبيل؟.
قلبي معك يا إيڤ، وأنت تعلم أن أباك الآن في المكان الأجمل والأبهى حيث الجميلة العذراء تنتظره على باب الفردوس لتمسح جبهته بيدها النور وتطوّب أوجاعه وتنبئه أن أولاده على الأرض تحت عينيها وفي رعايتها. فلا تحزن، لأن الله سوف يُحسن عزاءك.
حبي لك
فاطمة ناعوت
القاهرة
0 comentلrios:
إرسال تعليق