العربية ـ دبي - زينب خرفاتي
غير بعيد عن مدينة مراكش، عاصمة السياحة المغربية، توجد "ورزازات" مدينة السينما المغربية، "هوليوود إفريقيا" كما سماها الأميركيون، أو "بوابة الصحراء" كما يطلق عليها الفرنسيون. مدينة حمراء اللون، جذبت كبار المخرجين الأميركيين والفرنسيين وجذبت أوروبيين آخرين وعرباً، كما نشرت ثقافة السينما في المغرب.
شد الرحال إليها ألفريد هيتشكوك ومارتن سكورسيزي وريدلي سكوت، وآخرون لتصوير مشاهد أفلام ضخمة بلغت ميزانياتها ملايين الدولارات، ما أتاح الفرصة للآلاف من أبناء المدينة للعمل "كومبارس" في هذه الأفلام.
"ورزازات" عبارة عن استوديو طبيعي بديكوراته المختلفة، من معامل، وقاعات مونتاج، ومتاجر، ومطاعم، وفنادق، ومركز للتكوين السينمائي. وعلى الرغم من أنها لا تحتوي على دار عرض واحدة، فيجد الراغبون في الفرجة فرصة مشاهدة الأفلام مباشرة وهي تصور أمامهم.
واختيرت مدينة "ورزازات" لتصوير عشرات الأفلام الملحمية التي صنعت تاريخ السينما، أمثال "لورنس العرب" لديفيد لين، و"شاي في الصحراء" لبرناردو برتولوتشي، و"كليوباترا" لفرانك رودام، وغيرها من الأفلام.
لكن "هوليود العرب" كما يسميها المغاربة مرت بفترات عصيبة خلال السنوات الأخيرة بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية والاضطرابات الإقليمية، ما جعل هذه المدينة تفقد جزءاً من جاذبيتها السينمائية.
حينما يتجول الزائر في "ورزازات"، المدينة الخلابة التي ترتفع عن سطح البحر بنحو 1136 متراً، أكثر ما يدهشه تلالها وواحاتها الخضراء كما امتداد قصورها وقصباتها، أما الكنائس والأهرامات والثلوج والصحراء، فتتماهى مع بعضها مكونة بذلك هوليود أخرى لطالما أغرت رواد السينما العالمية.
0 comentلrios:
إرسال تعليق