جمعية الرحمة تقيم احتفالا دينيا بذكرى المولد النبوي الشريف وتقدم ريع التبرعات للإسعاف الأسترالي

كتب فادي الحاج |

الأحد ٢٠١٥/١/٤م.

“والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده”. محمد عليه الصلاة والسلام

اقامت جمعية الرحمة مهرجانا جماهيريا دينياً جمع اكثر من عشرة الألف من أبناء الجالية احتفالا بمولود النبي الاكرم اشرف خلق الله 'محمد' علية الصلاة والسلام وهو من الأعياد الإسلامية "عيد المولد النبوي الشريف" على صاحبه وآله آلاف الصلاة والسلام. وتضمن الاحتفال في حديقة بروكرس اوبورن مولدا نبويا شريفا وقراءة الشمائل المحمدية بالسند والإجازة ومجلس ذكر امتد الاحتفال من صلاة الظهر حتى بعد صلاة العشاء بساعات.

وقد امتاز هذا الاحتفال باهتمام المنظمين وعلى رأسهم سماحة الشيخ عزام مستو البالغ والكبير بجعل هذه المناسبة الشريفة مناسبة ذات سمات عائلية، و دينية تعكس مبادئ الوحدة والتلاقي والمحبة، بإظهار الوجه الداخلي الغالب للوجه الخارجي المعروف (اللحية واللباس الشرعي ذات الطابع الديني) لنفسية المسلمين وهي المحبة والاخلاق والاحسان والسماحة والابتسامة والتواضع. لقد كان الإعداد هائلاً من تحضير الحلوى والمشارب والتزيين والالعاب النارية، والاهتمام الأكبر بإقامة المحافل الشعرية المفعمة بالمدائح النبوية ومحافل تلاوة القرآن الكريم وتكرار الصلاة على النبي وآله.

وكانت العيدية في عيد مولد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم هي الإنفاق على الاولاد وتفريق الحلوى بين المتعايدين والأطفال والقيام بالتزاور بين المتواجدين بالحديقة والتعارف والمشاركة في أفراح هذا اليوم وتبادل السرور والبهجة، وقد لوحظ أن ريع التبرعات كان قد خصص كتقدمة للإسعاف الأسترالي الذي لاقى استحسان كبير "الإسعاف الأسترالي الذي يسعف كل الاستراليين دون استثناء ولا يسأل عن دين ولا طائفة ولا جنسية ولا انتماء" كما قال الشيخ عزام مستو، مضيفاً “إن تزامن الاحتفال بمولد النبي محمد مع النبي عيسى ابن مريم عليهما الصلاة والسلام هذا العام يعزز قيم التآخي بين الاستراليين والأخلاق التي دعت إليها الأديان السماوية المتمثلة بالاحترام وتقبل الآخر”.

أضاف الشيخ مستو "الغاية من الاحتفال بهذا اليوم هو حث الجالية الاسلامية على تعظيمه التماساً في ذلك رفع المستوى الثقافي والتربوي للفرد المسلم من خلال ما يتلى من قصائد شعرية تظهر شمائل النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وبيان جوانب من سيرته العطرة كي يعي الأبناء هذا الخُلق النبوي ويرسخ ذلك في أذهانهم فينعكس على سلوكهم في الحياة." ، كما أشار الشيخ مستو الى ان هذا الاحتفال بمناسبة ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم له جانب إيجابي يتمثل في الطريقة المدائحية التي يتلى فيها القرآن الكريم والمواعظ التي تعتمد على سيرة النبي علية الصلاة والسلام ليأخذ الناس منها الأسوة الحسنة وكذا العظات وحفزهم (الناس) للعمل الجاد والمثمر والبناء الذي اوصانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد لوحظ ان المنظمين استعانوا وبسخاء بخيرة المختصين واهم المصورين (برادايز براو فيلم) وتقنيين لأنجاح هذا المهرجان. الاولاد يلهون بالالعاب التي ملأت الحديقة، ويركبون الجمال مجاناً ويداعبون الحيوانات الأليفة ويأكلون الحلوى، كما وزعت الأموال للأطفال كمكافئة لحفظهم وتلاوتهم القرآن والمدائح من قبل الشيخ مستو. أظهر الناس الفرح مع عائلتهم شيوخ وشباب ونساء واطفال وهم يستمعون لقراءة ما تيسر من الآيات القرآنية ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم والاستبشار بمولده الشريف، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم.

وختم الشيخ مستو بالتضرع لله تعالى أن يجعل العام الجديد عام فرج قريب على الأمة ولبنان وأن يمن على سوريا وأهلها بعودة الأمان والسلام ولم الشمل ووحدة الصف والكلمة. واختتم الاحتفال بالدعاء الذي ردده معه كل الموجودين ان يحفظ الله استراليا من كل سؤ وأشار الشيخ مستو بدعائه إلى ما تضمه سيرة النبي الكريم من الدعوة إلى الرحمة والرأفة والأخوة الإنسانية والدعوة إلى الله بالموعظة الحسنة والمساواة بين أبناء الإنسانية داعيا إلى الاقتداء بمنهج النبي.

حضر الاحتفال عن راديو الـ SBS السيد صالح السقاف (مندوب الجزيرة لأستراليا سابقا) , و كوكبة من قيادات الجالية، وجمع من أهالى ورواد جمعية الرحمة. وعدد كبير من رجال الدين الاسلامي وفعاليات اجتماعية وشعبية من أبناء الجالية العربية والإسلامية من جميع الخلفيات والجنسيات. وكل عام وأنتم بخير.