Home Top Ad

Responsive Ads Here

في هذا الشهر الفضيل عرفت المكتبة الوسائطية ليالي رمضانية ممزوجة بالعلم والمعرفة والفن والطرب، من مسجد الحسن الثاني، الذي يكون غاصا عن آخره...

ليالي رمضان بالمكتبة الوسائطية مؤسسة مسجد الحسن الثاني

في هذا الشهر الفضيل عرفت المكتبة الوسائطية ليالي رمضانية ممزوجة بالعلم والمعرفة والفن والطرب، من مسجد الحسن الثاني، الذي يكون غاصا عن آخره بجموع المصلين، وبعد الانتهاء من صلاة التراويح، نتوجه إلى فضاءات المؤسسة، وبمجرد ما يلج الزائر فضاء المكتبة أول ما يمتع به نظره سلسلة من اللوحات المعروضة بدقة متناهية التنظيم، وجمالية في الترتيب، وهذا مايفتتح به الزائر شهيته الفنية، وهو معرض جماعي للخط العربي الجميل من إنجاز ثلة من الفنانات والفنانين، ويستمر حتى السابع من شهر غشت من السنة الجارية، وما أن يصل إلى الطابق الثاني حيث قاعة المحاضرات والندوات حتى يستمتع بغزارة علوم متنوعة لأساتذة ومفكرين أجلاء، ومن بينهم الأستاذ علي بنمخلوف، الذي حاضر في موضوع: كيف يفسر الفلاسفة الآية 4 من سورة الرحمان، وذلك يوم 16 يوليوز 2013 ثم محاضرة الدكتور أحمد العبادي في موضوع: القرآن الكريم مرجعا للوجهة في عالم متحرك. وهو من بين أحسن المواضيع التي تفضل بها الأستاذ الجليل وتناولها بالدرس والتحليل كعادته في كل محاضراته.
وفي يوم 17 رمضان من هذه السنة الموافق 23 يوليوز 2013 استمتع الجمهور الحاضر بليلة طربية، وكانت بعنوان: تطريب القلوب بنفحات من ذكر المحبوب، واعتبرها عشاق هذا الفن من أحسن أمسيات المديح والسماع. 
ونطرا للقيمة العلمية لهذه المحاضرة ارتأينا أن نتقاسمها مع قراء جريدة " ملفات تادلة "

الدكتور أحمد عبادي يحاضر بالمكتبة الوسائطية حول موضوع "القرآن الكريم مرجعا للوجهة في عالم متحرك"
قال الدكتور أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء: القرآن المجيد هو النص المؤسس الذي انبثقت واندهقت من بين ثناياه الحضارة الإسلامية؛ وهي حضارة قد غيرت صفحة الكون إلى غير رجعة، حيث أضحت حضارة، وثقافة، ومنهجَ حياة مستمدا من هذا الكتاب الكريم، الذي جاء بمعايير جديدة، وأحدث نقلات منهجية بعيدة الغور في كينونة الإنسان، وواقع هذا الإنسان. 


وأضاف الدكتور أحمد عبادي، الذي تحدث في محاضرة علمية، تحت عنوان" القرآن الكريم مرجعا للوجهة في عالم متحرك" ألقاها برحاب قاعة المحاضرات للمكتبة الوسائطية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، مساء الثلاثاء 14 رمضان 1434 موافق لـ 23 يوليوز 2013، وذلك في سياق البرنامج الثقافي العلمي إلى أن العلم بطبيعة القرءان المجيد ووظيفته، يفضي إلى العلم بمستويات التعامل مع هذا الوحي الخاتم، مستويات القراءة، ومستويات التلاوة، ومستويات الترتيل فالتنزيل فالتقويم؛ وهي مستويات يفضي بعضها إلى بعض في تكاملية فذّة، كما يعصم من السقوط في النزول بالكلام الإلهي إلى مرتبة الكلام البشري، فالكلام الإلهي متعال عن الزمان والمكان، لذا وجب التعامل معه بمنهج مستمد من داخله يراعي طبيعته وخصائصه، فتنطلق بذلك القدرات التفسيرية كشفا عن مكنونات الكتاب الكريم عبر الزمن.
وأكد المحاضر أن تساؤل الإنسان – في هذا الكون ومعه – هو حركته، وهي حركة تشكل الدوافعُ والنـزعات الكامنةُ المولدَ لوجهتها. مضيفا أن الذي يمكن من الفعالية في الحركة هو فقه علوم الكون (علوم التسخير). والذي يمكن من الرشد في الوجهة هو فقه علوم الوحي (علوم التيسير).

وفي نفس السياق أبرز فضيلة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أن تجربتنا التاريخية المشتركة أثبتت أن الرشد الذي برهنا عليه مجتمعين لم يبلغ درجة الكفاية، حتى في إطار تديناتنا المتنوعة، فالقراءة للتاريخ تثبت أن تعاطينا مع الوحي وهداياته لم يكن فيه - في الأغلب - التوجّه لهذا الوحي لنستمد منه أجوبة عن سؤالاتنا، وإنما كان تعاملنا معه -على الأعمّ- تعاملا استعماليا من أجل أن ننصر به قضايا ضيقة، أو أن نقضي به أغراضا زائلة، وقد يقارف هذه القضايا وهذه الأغراض في كثير من الأحيان إضرار بالذات أو بالمحيط، أو بهما معا.
وفي ختام محاضرته القيمة، التي عرفت حضور أعداد كبيرة من الباحثين والأكاديميين، وعموم المواطنين، أكد الأستاذ الدكتور أحمد عبادي إن إنتاج الهدي من القرآن والسنة النبوية متوقف على فهم الوحي الذي يُتدين به والواقع الذي يُتدين فيه وأخذ بعين الاعتبار آليات التأقلم والتكيف بين الطرفين.
ونحن في هذه المرحلة، يضيف المحاضر، أحوج ما نكون إلى فتح الأبواب على الواقع كما هو، لنتمكّن من إدراكه على ما هو عليه، لنكون أقدر على تصييره ذلك الواقعَ الذي نحلم به، فكلنا نحلم بالتسامح وبالجمال وبأن تكون البشرية متعاونة على البر والتقوى فوق هذا الكوكب، ولكن الواقع يُثبت أن ثمة سوابق معرفية وبرديغمات تؤطر الأذهان، ومن خلال هذا التأطير تُوجِّه الواقعَ وسلوكَ الإنسان.((
وبالمعهد الفرنسي بالدار البيضاء،
 كانت ليالي رمضان على إيقاع فني من نوع آخر، حيث عرف مسرح 121 التابع للمعهد الثقافي الفرنسي من 21 إلى غاية  25 يوليوز 2013 حفلات فنية  أحيتها كل من فرقة مانويل ديلكادو لفن الفلامينكو، إسباني فرنسي، وفرقة إيكشكلن للفلكلور المنغولي، وفرقة بروجكت المصرية التي قدمت عزفا مندمجا مصري فرنسي، ومن بين أقوى اللحظات التي عاشها جمهور مسرح 121 ليلتان رائعتان لكل من الثلاثي جبران الإخوة الفلسطينين، الذين يعزفون على العود بمهارة عالية جدا، وبمصاحبة كلمات المرحوم محمد درويش، الذي سمع صوته في تلك الليلة الجميلة وهو يمتعنا بقراءته الشاعرية الرائعة قصيدة ــ على هذه الأرض ما يستحق الحياة ــ 
على هذه الأرض ما يستحق الحياة: تردد إبريل، رائحة الخبزِ
في الفجر، آراء امرأة في الرجال، كتابات أسخيليوس ، أول
الحب، عشب على حجرٍ، أمهاتٌ تقفن على خيط ناي، وخوف
الغزاة من الذكرياتْ.
على هذه الأرض ما يستحق الحياةْ: نهايةُ أيلولَ، سيّدةٌ تترُكُ
الأربعين بكامل مشمشها، ساعة الشمس في السجن، غيمٌ يُقلّدُ
سِرباً من الكائنات، هتافاتُ شعب لمن يصعدون إلى حتفهم
باسمين، وخوفُ الطغاة من الأغنياتْ.
على هذه الأرض ما يستحقّ الحياةْ: على هذه الأرض سيدةُ
الأرض، أم البدايات أم النهايات. كانت تسمى فلسطين. صارتْ
تسمى فلسطين. سيدتي: أستحق، لأنك سيدتي، أستحق الحياة
ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا
حيث صفق الجمهور طويلا لهذه الفرقة الرائعة، ولهذه الكلمات الجميلة

وفي اليوم الأخيرمن هذه الليالي أتحفتنا الفنانة التونسية أمل مثلوثي رفقة فرقتها التي أنتجتها ثورة الياسمين كفنانة تحمل قضية إنسانية تدافع بفنها عن البسطاء والمقهورين والمحكورين في الوطن العربي 


بمجموعة من أغانيها الرائعة، ومن أجملها أغنية "  ورقة وستيلو ــ كلمة حرة  " حيث تقول فيها:
«أنا أحرار ما يخافوش، أنا أسرار ما يموتوش، أنا صوت ال ما رضخوش، أنا في وسط الفوضى معنى، أنا حق المظلومين، يبيعوا فيه ال ناس كلاب، اليّ تنهب في قمح الدار، و تسكر في البيبان قدام وهج الأفكار»  وتحولت مثلوثي رمزاً فنياً للثورة التونسية كونها فنانة احتفظت بهويتها من خلال فنها وقدمت لها نشيداً جميلاً يشبهها كثيراً والذي تختتمه هامسة: «أنا وسط الظلمة نجمة، أنا في حلق الظالم شوكة، أنا ريح لسعتها النار، أنا روح ال ما نسيوش، أنا صوت ال ما ماتوش».
هكذا تغني أمل مثلوثي  للحرية والسلام
هكذا يغني الثلاثي جبران للحب والوئام
هكذا تعيش مدينة الدار البيضاء ليالي رمضان، كما تعيشها كل مدن المملكة المغربية الشريفة.
محمد الصغير

0 comentلrios: